الثلاثاء، 5 مارس 2013

تركيب الأرض ملزمة الثامن

تركيب الأرض The earth structure
الأهداف :
- أن يستنتج أن صخوراً في حالة مصهورة توجد تحت قشرة الأرض .
- أن يذكر الطبقات التي تتكون منها الأرض من سطحها إلى مركزها .
- أن يربط العلاقات بين البيانات التي يطلع عليها.
- أن يستنتج أنه يمكن التعبير عن تركيب قشرة الأرض بطرق مختلفة.

تمهيد :
نعيش على سطح الأرض الصخري الصلب ونشرب ماءها ونتنفس من هوائها ,وهكذا تفعل كل الكائنات الحية الأخرى والأرض إذن أغلفة ثلاثة هي غلاف غازي , وغلاف مائي وغلاف صلب .وقد درس العلماء تركيب كل هذه الأغلفة فعرفوا تركيب الهواء وماء البحر , ودرسوا الغلاف الصلب السطحي والقريب من السطح المكشوف الذي نعيش عليه ,وكان السؤال دائماً ماذا يوجد على عمق عشرة كيلو مترات ,أو عشرين أو مائة كيلو متر , أي ما تركيب الأرض تحت سطحها ,وعلى أي بعد من سطحها يقع مركزها ,كل هذه الأسئلة وغيرها حاول العلماء إيجاد جواب لها بطريقة مباشرة عن طريق آبار ومناجم استخدموها للحصول على ثروات معدنية مختلفة , وبطريقة غير مباشرة بإرسال موجات اهتزازية إلى أعماق أكبر ودراسة ارتدادها,  ودرسوا أيضا البراكين والزلازل واستفادوا منها في تحديد التركيب على عمق مئات وآلاف الكيلو مترات ,وقد وضعوا نتيجة لذلك كله نظريات  لتركيب الأرض معترف بها ومقبولة حتى الآن .

موضوع دراستنا هو الغلاف الصلب من سطحه المكشوف الذي نعيش عليه وحتى مركزها.

تركيب الأرض : نعيش على سطح صخري صلب , هل تتوقع كدارس أن تتكون الأرض من صخور صلبة حتى في أعماقها ؟ هل تتوقع  أن يكون في الصخور تحت السطحية جزءاً سائلاً ؟أيمكن أن نستدل من ثوران البراكين على وجود هذه الصخور السائلة ؟على أي بعد من سطح الأرض يقع مركزها وما نوعية وخواص الطبقات الصخرية التي سنجدها لو اخترقنا الأرض من سطحها إلى مركزها . تتكون أرضنا الصلبة من ثلاث طبقات رئيسية ومن بعض التقسيمات الفرعية نفصلها تالياً .

أولاً: القشرة الأرضية Earth Crust
سطح الأرض المكشوف هو الجزء الظاهر من القشرة الأرضية , فكم تمتد تحت السطح ؟ وهل نجد في أعماقها نفس أنواع الصخور التي نعرفها على السطح ؟ وكيف ولماذا درسها الإنسان ؟

لماذا يهتم علماء الأرض وعلماء الاقتصاد بدراسة القشرة الأرضية ؟ ينبع اهتمام العلماء بدراسة القشرة من أجل معرفة تركيبها ومكوناتها واتقاء أخطارها , فهي المنطقة التي نعيش على سطحها ,وهي مصدر كل ثرواتنا المعدنية والنفطية ,وهي المنطقة الوحيدة التي حفر فيها الإنسان وتعمق .

تتكون القشرة الأرضية من صخور صلبة قليلة السماكة إذ تبلغ سماكتها المتوسطة تحت اليابسة 35- 40 كم ,وتبلغ أقصى سماكة لها حوالي 70كم تحت قمم الجبال العالية كجبال هملايا والألب والأنديز .أما تحت المحيط فتبلغ سماكة القشرة الأرضية المتوسطة 0كم ,وتبلغ أقصى سماكة لها حوالي5كم ,ولا ننسى أنه يغطي القشرة المحيطية طبقة من ماء المحيط يبلغ متوسط عمقها حوالي 4كم .
 
سؤال :
أين  تقع أعمق نقطة في العالم تحت الماء ؟ كم يبلغ عمق الماء فيها ؟
كيف يدرس العلماء تركيب القشرة الأرضية ؟ بالنظر لأهمية القشرة الأرضية وسهولة الوصول إلى مناطق عميقة فيها فقد درسها العلماء وحللوا تركيبها بطرق عديدة ومن زوايا مختلفة .
سؤال : أين تقع أعمق نقطة تحت الماء في العالم ؟ كم يبلغ عمق الماء فيها ؟
أعمق منطقة في العالم تقع في أخدود ماريناس Marianas Trench في المحيط الهادئ  ويبلغ عمقها  11137 م.
التركيب الصخري للقشرة الأرضية :

تتكون القشرة الأرضية من ثلاثة أنواع من الصخور هي الصخور النارية ( أو الاندفاعية ) وهي تشكل أكثر من (90% ) من تركيب القشرة الأرضية ,والصخور المتحولة وهي تشكل أقل من 5% من تركيبها ,والنوع الثالث هو الصخور الرسوبية ويشكل أيضا أقل من 5% من تركيب القشرة الأرضية.

ثانياً: الوشاح أو الستار
هو الطبقة التي تلي القشرة الأرضية وهي تتكون من صخور نارية ثقيلة من نوع البيريدوتيت ( تتكون بشكل رئيس من معدنين هما الاوليفين والبيروكسين ) وصخر الدونايت ( وهو يتكون من معدن البيروكسين الحر ) ,والأيكولاجيت وهو شكل مكثف من البازلت .
يقسم الوشاح إلى قسمين :
 
أ- الوشاح العلوي Upper Mantle
وهو يقع تحت الجزء السفلي من القشرة الأرضية ,وينفصل عنها بسطح عدم توافق يعرف باسم  "  موهو " وهو اختصار لعدم توافق مورفيشي" , ومورفيشي هو عالم زلازل يوغوسلافي كان أول من قرر عن حدوث اختلاف في سرعة  الموجات الزلزالية عند انتقالها من القشرة إلى الوشاح . يتميز سطح "موهو" بسهولة في القشرة الأرضية الواقعة تحت اليابسة حيث الفرق كبير في التركيب بين صخور القشرة والوشاح ,وعلى أية حال فإن سطح موهو عند أي نقطة هو ذلك العمق الذي تصبح عنده سرعة الموجات الزلزالية الابتدائية  .  
- الغلاف الصخري Lithosphere
تتكون مناطق التقاء القشرة الأرضية مع الوشاح العلوي من صخور صلبة تماماً , تسمى هذه المنطقة الخارجية الصلبة باسم الغلاف الصخري والاسم باللغة الإنجليزية  مشتق من اليونانية Lithosومعناها الصخر .
 
تختلف سماكة الغلاف الصخري من منطقة إلى أخرى على الأرض وهو قليل السماكة تحت المحيط حيث يصل عمقه إلى (50) كم تقريباً ,أما تحت اليابسة فيصل عمق الغلاف الصخري إلى حوالي 100كم.

- الغلاف المائع    Asthenosphere
يلي الغلاف  الصخري الغلاف المائع الذي اشتق اسمه الإنجليزي من اليونانية Asthenes وتعني الضعيف أو عديم القوة ,والغلاف المائع هو طبقة موجودة بالكلية في الوشاح العلوي وتمتد فيه إلى عمق قد يصل إلى 500كم ,أما معنى  فقد القوة هنا فهو مجازي ويدل على الانصهار الجزئي للصخور وعدم بقائها في الحالة الصلبة .هذه المنطقة هي موطن  الصهير ونجد فيها تداخلاً بين الصخور الصلبة والصهير .
 يؤدي وجود الصهير إلى أن تسلك الطبقة المائعة سلوك المواد اللدنة (البلاستيكية ) وليس سلوك المواد الصلبة عندما تقع تحت الضغط .
 يسلك الغلاف المائع سلوك المواد اللدنة حتى لو لم يوجد فيه صهير لأن درجة حرارته تكون قريبة من درجة الانصهار.
إن وجود المنطقة اللينة ( الغلاف المائع) يدعم نظرية الانجراف القاري حيث تنزلق القارات على طبقات ملساء لدنة ولا تكون مجرورة أو تحرث في صخور صلبة ( لو كان هذا الغلاف صلباً قاسياً ) .
باختصار هذا الغلاف المائع مسؤول عن تيارات الحمل وهي أساس نظرية الانجراف القاري.
يمتد الوشاح العلوي حتى عمق 700 كم تحت سطح الأرض تقريباً .
ب- الوشاح السفلي  Lower Mantle
وتبلغ سماكته حوالي 2200 كم  ليصل إلى عمق 2900كم تحت سطح الأرض والصخور هنا كثيفة ومتجانسة ولها نفس التركيب , ويعتقد العلماء أنه عند هذه الأعماق تأخذ الصخور الشكل الأكثر تراصاً وهو شكل الأكاسيد (FeO , MgO , SiO2)  يؤكد هذا الكلام ارتفاع سرعة الموجات الاهتزازية وثباتها في منطقة الوشاح السفلي لتستقر على حوالي 12-14كم / ث .
يشكل الوشاح حوالي ثلثي كتلة الأرض كلها.
 الطبقات التي تتكون منها الأرض
ثالثاً: اللب Core
 
يتكون اللب حسبما أظهرت الدراسات الاهتزازية من عنصري الحديد والنيكل (NiFe) وأظهرت أنه ايضاً يتكون من غلافين هما : لب خارجي وهو في الحالة السائلة , ولب داخلي وهو في حالة صلبة .
 
أ-اللب الخارجي Outer Core
وهو يبدأ من قاعدة الوشاح,إلى عمق 5100 كم تقريباً أي أن سماكته 2200كم,يعتقد أنه يتكون من حديد في الحالة السائلة مع قليل من النيكل ويعتقد أنه يوجد مع الحديد بعض العناصر الخفيفة مثل( O , S, Si)
ب- اللب الداخلي Inner Core
يتكون أيضاً من عنصري الحديد والنيكل في الحالة الصلبة .
الخلاصة :
 أدت دراسة الموجات الاهتزازية هنا وهناك على سطح الأرض , وتحليل سرعتها وانعكاسها وامتصاصها أو اختفائها إلى تحديد نوعية وسماكة طبقات الأرض من القشرة إلى اللب , لقد مكنت هذه الدراسات العلماء من تكوين صورة كاملة عن الأرض  في أعماقها القريبة والسحيقة والتي لم يستطيعوا الوصول إليها بأية وسيلة حتى الآن .



أثبتت النتائج الحديثة للأبحاث العلمية أن الأرض كانت ومازالت غير مستقرة نشطة وهي مكونة من عدة صفائح أو قطع أرضية تتحرك بجوار بعضها البعض بحركات نسبية مختلفة إلا أننا لا نشعر بحركتها لأنها بطيئة نسبياً .
 
أ أثبتت الاكتشافات الحديثة أن القشرة الأرضية ( الجزء الصلب العلوي من الأرض ) غير ثابتة فهي في مكان ما على الأرض يحصل لها مد وتوسع وفي مكان آخر يحصل لها نقص أو استهلاك أو هدم .
 
وقد ثبت أيضاً أن القارات كانت وما زالت تتحرك بجوار بعضها وتغير أماكنها وبذلك يتغير مناخها وتتغير بيئتها .
القوة المحركة للصفائح 
تبعاً لوجود مصدر حراري في أسفل الغلاف المائع ( أو يمكن حتى أعمق من ذلك ) مثل وجود تركيز عالٍ للعناصر المشعة كاليورانيوم ، تسخن صخور الغلاف المائع القريبة منه ، وبالتالي تتمدد فتقل كثافتها ، فترتفع إلى أعلى مشكلة تيارات الحمل اعتماداً على أن مواد الغلاف المائع قابلة للإنسياب . ( تشبه تيارات الحمل هذه التيارات التي تحدث عند تسخين ماء في وعاء).
عندما تصل مواد الغلاف الصاعدة مع تيارات الحمل أسفل الصفيحة المحيطية ، يندفع جزء منها خلال ظهر المحيط مكوناً ماغما تعمل على توسع قاع المحيط ، أما الجزء الأكبر منها فينزلق جانبياً أسفل الصفيحة المحيطية باتجاهين متعاكسين ومتعامدين ابتداءً من محور ظهر المحيط . وعندما يتحرك هذا الجزء من تيارات الحمل مسافة جانبية كبيرة تحت الصفيحة المحيطية ، يكون قد ابتعد عن مصدر الحرارة المحرك لتيارات الحمل ، فيبرد ، وتزداد كثافته ، وبالتالي يغطس للأسفل بداخل الغلاف المائع متجهاً نحو مصدر الحرارة ليسخن مرة ثانية ، ثم يرتفع إلى أعلى ليبدأ دورة جديدة من دورات تيارات الحمل.
ولكن ما علاقة تيارات الحمل بتحرك الصفائح ؟
لاحظ أنه بعد وصول تيارات الحمل الصاعدة أسفل الصفيحة المحيطية يتحرك جزء منها جانبياً أسفل الصفيحة المحيطية وهو بهذا يعمل على
 جرها جانبياً اضغط لتشاهد ذلك ، وبالتالي تتحرك الصفيحتان جانبياً متباعدتين عن محور ظهر المحيط بشكل عمودي . وهكذا يمكن لتيارات الحمل الصاعدة أن تفسر حركة الصفائح التباعدية .
 
 أما عندما تبدأ التيارات بالغطس ( تيارات هابطة ) داخل الغلاف المائع ، فلاحظ أنها تجر معها أو بالأحرى تسحب معها الصفيحة المحيطية للأسفل بداخل الغلاف المائع . وبذلك تغطس الصفيحة المحيطية داخل الغلاف المائع مفسرة سبب حركة الصفائح التقاربية وتكون مناطق الطرح.













المناطق البركانية
تتوزع البراكين النشطة حالياً في ثلاثة أماكن فوق سطح الأرض. 
تشكل المنطقة البركانية الأولى حزاماً يحيط بالمحيط الهادي , وهو ما أسماه الإغريق حزام النار ( وهو في الواقع حزام زلزالي أيضاً ) ويعتبر هذا الحزام البركاني من أهم المناطق البركانية فوق سطح الأرض وأكثرها انتشاراً.والمنطقة الثانية تشكل أيضاً حزاماً يمتد على طول ظهر المحيط العالمي. ويشمل ظهر وسط المحيط الأطلسي وظهر المحيط الهندي وظهر شرق المحيط الهادي.
أما
المنطقة البركانية الثالثة فلا تشكل حزاماً بل هي عبارة عن براكين توجد بداخل المحيطات والقارات، إما متفرقة او على شكل سلسلة من البراكين كما هو الحال في سلسلة براكين جزيرة هاواي بداخل المحيط الهادي.








ويمكن فهم كيفية تكون هذه المناطق البركانية الثلاث اعتماداً على نظرية الصفائح التكتونية: كما تشاهد هنا : 
فإن الحزام البركاني حول الميحط الهادي ينشأ من غوص صفيحة المحيط الهادي أسفل صفيحة أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. فعندما تصل الصفيحة الفائضة بداخل طبقة الأستينوفير لعمق حوالي 100 كم  تبدأ بالانصهار التدريجي وتتكون ماغما ترتفع إلى أعلى تبعاً لكثافتها الأقل مما يحيط بها من الأستينوفير وتستمر هكذا حتى تصل إلى الصفيحة القارية العلوية وتخرقها خلال الصدوع وفي نهاية تصل لسطح الأرض لتدفق خلال فوهة مكونة بركاناً.
ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من البراكين هي
سلسلة البراكين غربي أمريكا الجنوبية التي تشكل جبال الأنديز. 











ايضاً يشمل حزام النار البراكين المتكونة عند غوص صفيحة المحيط الأطلسي تحت صفيحة محيطية أخرى, كما هو الحال في مناطق اليابان والفلبين, وهنا تبدأ الصفيحة المحيطية الفائضة وتخرقها داخلة لسطح الصفيحة المحيطية ومكونة بركاناً في المحيط. ويعتبر هذا البركان جزيرة في المحيط ويطلق عليه اسم جزيرة قوسية لأنه يأخذ شكل قوس إذا نظرنا إليه من الأعلى. وفي الواقع أن جزر اليابان والفلبين هي جزر قوسية
أما المنطقة البركانية الثالثة فتشاهد أنها قد توجد بداخل المحيط وأصلها يعود إلى مصدر حراري اسفل طبقة الأستينوسفير يسبب صعود عمود من صخور الغلاف الساخنة بداخل الأستينوسفير يصل للسطح السفلي للصفيحة المحيطية. وحينئذ تكون صخور الغلاف الصاعدة قد كونت ماغما يطلق عليها اسم البؤرة الساخنة , وتخرق هذه الماغما الصفيحة المحيطية لتصل إلى سطحها العلوي مكونة بركاناً بقاع المحيط كما تشاهد.













ومن المهم معرفة أن موقع البؤرة الساخنة ثابت وبسبب حركة الصفيحة المحيطية فوق البؤرة الساخنة انطلاقاً من ظهر المحيط فإنه يكون بركاناً ثانٍ بعد فترة زمنية وهكذا تتكون سلسلة من البراكين المحيطية موازية لاتجاه  حركة الصفيحة المحيطية وهذا يفسر تكون سلسلة من البراكين, بداخل المحيط الهادي إنطلاقاً من جزيرة هاواي كما تشاهد , والتي يعتقد بوجود بؤرة ساخنة تحتها.










تكون الزلازل
لمعرفة كيف تتكون الزلازل تشاهد التجربة البسيطة

إذا ضغطنا على العصا الخشبية من طرفيها نجد أنها أولاً تتقوس (تتشوه) ولكن لا تنكسر بفعل قوة العصا ولكن إذا زدنا قوة الضغط بحيث تزداد عن قوتها فإنها تنكسر ونسمع صوتاً عند لحظة الإنكسار يمكن تشبيهه بزلزال بسيط ثم يستقر وضع العصا بعد ذلك لإنطلاق الطاقة التي خُزنت في العصا على شكل طاقة تسمى طاقة التشوه المرن .
تشاهد الآن كيفية حدوث الزلزال طبيعياً في الصخور .
إذ تؤثر قوى على الصخور بإتجاهين متعاكسين مما يؤدي إلى تشوه ( إنحناء ) الصخور ولكن لا يحدث التكسر في هذه المرحلة بفعل قوة الصخور. وعند إزدياد الضغط المتراكم على الصخور يزداد تشوهها بحيث نصل إلى مرحلة تصبح قيمة الضغط المتراكم أكبر من قوة تحمل الصخور فيحدث عندها تكسر الصخور فجأة وتنطلق الطاقة المخزونة وهي طاقة التشوه المرن على شكل موجات زلزالية تصل إلى سطح الأرض وتسبب إهتزاز سطح الأرض أي تسبب الزلزال . وبعد ذلك يستقر وضع كتلتي الصخور على جانبي مستوى التكسر ( مستوى الفالق ) لأن القوى التي أثرت عليها قد تبددت .  ولكن يمكن أن تعود القوى لتؤثر على كتلتي الصخور بعد ذلك ويحدث الزلزال مرة ثانية .  
تسمى هذه النظرية التي تحاول تفسير حدوث الزلازل نظرية الإرتداد المرن .

تسمية الزلازل والموجات الزلزالية
تشاهد كتلة من الصخور تتأثر بقوة جيولوجية ( تكتونية ) تعمل بإتجاهين متعاكسين .




وعندما تزيد هذه القوة عن قوة تحمل الصخور فإنها تتكسر وتنطلق الطاقة المخزونة ( طاقة التشوه المرن ) على شكل موجات زلزالية تنتشر من مستوى تكسر الصخور ( مستوى الفالق) في جميع الاتجاهات وتصل إلى سطح الأرض وتسبب الاهتزاز أي الزلزال كما تشاهد .  تلاحظ أن إحدى كتلتي الصخور تحركت بإتجاه معاكس للكتلة الثانية على طول مستوى الفالق لحظة تكسر أي لحظة تكون الزلزال . ومع أن الطاقة المختزنة انطلقت من مستوى التكسر (مستوى الفالق) لحظة حدوث الزلزال إلا أن مكان انطلاق هذه الموجات يسمى اصطلاحاً بؤرة الزلزال . والمكان المباشر على سطح الأرض فوق بؤرة الزلزال يسمى مركز الزلزال.
تشاهد كيفية تكون أنواع الموجات الزلزالية وهي الأولية والثانوية .




أما الموجات الأولية فيمكن تسميتها الموجات الطولية وتشبه موجات الصوت.  وكما تشاهد يمكن تمثيلها بانتقال الموجات في زنبرك عند تحريك إحدى طرفيه والطرف الآخر مربوط بالحائط . إذ تنتقل الحركة على شكل تعاقب تمددات وتخلخلات عند دفع الزنبرك باليد إلى الأمام . فيهتز الزنبرك  إلى الأمام وإلى الخلف عند مرور الموجة خلاله . ومثل ذلك يحدث في الصخور إذ تهتز جزيئات (معادن) الصخور إلى الأمام والخلف عند مرور الموجة الأولية خلاله.
 أما الموجات الثانوية فيمكن تسميتها موجات مستعرضة.  وكما تشاهد تشبه الموجة الناتجة عن تحريك طرف حبل إلى  الأعلى والأسفل وطرفه الآخر مربوط إلى الحائط . إذ يهتز الحبل إلى أعلى وإلى أسفل على شكل موجة تنتقل من طرفه المحرك إلى الطرف الآخر المربوط . ومثل ذلك يحدث في الصخور إذ تسبب الموجات الثانوية اهتزاز جزيئات الصخور إلى أعلى وإلى أسفل عند مرورها خلال الصخور .



أما سبب تسمية الموجات الطولية الأولية لأنها أول ما تظهر على جهاز رصد الزلازل  بسبب سرعتها الأعلى من الموجات المستعرضة والتي تسمى تبعاً لذلك الموجات الثانوية .
التغيرات في سرعة الموجات الأولية ( P ) والثانوية  ( S ) مع العمق
تمكن علماء الجيولوجيا من استنباط التركيب الداخلي للأرض اعتماداً على التغيرات في سرعة الموجات الزلزالية مع العمق بناءً على نوع الصخور التي تمر بها .
فمن الحقائق المعروفة عن الموجات الزلزالية أن سرعتها تزداد بزيادة كثافة وصلابة الوسط الذي تمر فيه, وان
الموجات الأولية ( P ) تسير في جميع الأوساط المادية, بينما لا تنتقل الموجات الثانوية  ( S ) في الأوساط السائلة والغازية .

يمكن تقسيم الأرض إلى ثلاثة أنطقة وهي
القشرة الأرضية والستار واللب . وتشاهد  الغلاف الصخري ( اللون الأزرق ) الذي يشمل القشرة الأرضية والجزء العلوي من أعلى الستار ، وبقية الستار ( اللون الزهري والبنفسجي والزيتي ) ، واللب ( اللون الأصفر والأخضر ) ويمثل المحور الرأسي العمق بالكيلومترات من سطح الأرض لمركز الأرض ، أما المحور الأفقي فيمثل سرعة الموجات الزلزالية بوحدة الكيلومتر / ثانية .
1- تشاهد الزيادة التدريجية في سرعتي الموجات الأولية ( P ) والثانوية ( S ) من سطح الأرض حتى ( انقطاع موهو ) ثم زيادة مفاجئة عنده , ثم زيادة تدريجية خلال النطاق الذي يمتد حتى ( 100 كم ) ويسمى الغلاف الصخري .
2- أيضا تشاهد
نقصاناً مفاجئاً في سرعتي الموجتين بداية من عمق ( 100 كم ) وحتى عمق ( 250 كم ). ويسمى هذا النطاق الذي تنقص خلاله سرعة الموجات الزلزالية نطاق السرعة المنخفضة.
3- كذلك تشاهد
الزيادة التدريجية في سرعتي الموجة الأولية والموجة الثانوية من قاع نطاق السرعة المنخفضة وحتى عمق ( 700 كم ) من الستار . ويسمى الجزء الممتد من السطح العلوي لنطاق السرعة المنخفضة حتى عمق ( 700 كم ) الغلاف المائع لأنه يتكون من صخور في حاله لدنة قادرة على الانسياب.
4- بعد ذلك تشاهد
زيادة مفاجئة في سرعتي الموجات الأولية والثانوية عند قاع الغلاف المائع ثم زيادة تدريجية في سرعتيهما حتى عمق ( 2885 كم ) . إن سبب الزيادة المفاجئة في السرعة هو الانتقال من حالة الصخور اللدنة للغلاف المائع إلى الصخور الاعتيادية الصلبة في بقية الستار.
5- وتشاهد أيضاً
انخفاضاً مفاجئاً في سرعة الموجات الأولية عند قاع الستار ثم زيادة تدريجية في سرعتها حتى عمق ( 5155 كم ) . وثمَُّ تشاهد اختفاء الموجة الثانوية كلياً خلال هذا النطاق الذي يسمى اللب الخارجي ويعزى هذا الانخفاض في سرعة الموجات الأولية وانعدام الموجات الثانوية إلى الحالة السائلة لِلبِّ الخارجي.
6- وأخيراً تشاهد
زيادة مفاجئة في سرعة الموجات الأولية عند قاع اللب الخارجي ، ثم زيادة تدريجية في سرعتها حتى مركز الأرض ( 6371 كم ) ، كما تشاهد عودة الموجات الثانوية خلال هذا النطاق الذي يدعى اللب الداخلي . وتعزى هذه الزيادة في سرعة الموجات الأولية وعودة الموجات الثانوية إلى أن مادة اللب الداخلي هي صخور صلبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق